روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | رمضان شهر.. النصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > رمضان شهر.. النصر


  رمضان شهر.. النصر
     عدد مرات المشاهدة: 2658        عدد مرات الإرسال: 0

تستقبل الأمة الإسلامية رمضان عام وهي مفعمة بالأمل، راجية من الله التوفيق والنصر، كيف لا ورمضان قد امتاز عن شهور السنة جميعها بأنه شهر النصر والعزة، وأن الله تعالى كما اختاره لترتيل القران فيه فقد اختاره ليفرح عباده بنصره لهم ومعونته إياهم.

لقد ظهر هذا في معارك الأمة فيها في أمس الحاجة لانتصار يداوي ويخفف آلامهم، فهذه بدر، وقد كانت معركة عجيبة حقاً بين معسكر طاغ كافر كثير عدده، وكتيبة مؤمنة صالحة قليلة عددها وعُددها، وليس لها سلاح على التحقيق إلا الإيمان بالله تعالى، ودخل الكافرون المعركة لا يشكون في النصر، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ودارت عليهم الدوائر، وانتصر المسلمون انتصاراً مدهشاً.

ونصر آخر كبير وقع في رمضان وهو فتح مكة وانتقالها من دائرة الشرك لتكون قبلة للمسلمين ودارة الإسلام، ولينطلق على إثرها المسلمون فاتحين أكبر إمبراطوريتين في ذلك الزمن.

ثم دار الزمان دورته، ويجتاح المدد التتري الغاشم الأمة الإسلامية ليحرق بغداد، ويلتهم حلب ودمشق وقد كان قبل ذلك اجتاح ممالك الإسلام فيما وراء النهر وقتل من الموحدين الملايين، وبعد أن فرغ من بلاد الشام توجه إلى مصر ليدمرها، فبرز له أسود ميامين من أبطال المماليك وغيرهم، والتقوا في رمضان في عين جالوت في فلسطين، وانتصر المسلمون انتصارا كان الأول على التتار، وشردوهم وفَلّوا حدهم، ولا ننسى أن شعار المعركة كان "وإسلاماه".

ثم إن المسلمين ضعفوا وذلوا بعد عزة قعساء وسيادة طويلة، وذلك لأنهم وضعوا كتاب الله خلف ظهورهم ودَبر آذانهم، ونسوا الله فنسيهم فجاس المستعمر في أرضهم، واستولى على عامتهم إلا قليلاً، وثبت أقدام المعتدين في فلسطين، فكان لنا معارك هزمنا فيها لأننا لم نكن مسلمين كما أراد الله لنا أن نكون، فلما شممنا رائحة الإسلام ودخلنا المعركة صائمين مهللين مكبرين في رمضان سنة 1393هـ فرّ اليهود من أمامنا كالفئران ولم يصمدوا لصيحات التكبير وحققنا نصراً عزيزاً كنا ننتظره قروناً طويلة.

وهذا رمضان ياتي والأمة تشتعل في مواطن كثيرة، فهذا جرح الشيشان نازف، والمجاهدون مستأسدون لا تلين لهم قتاة، وذاك جرح ثان في كشمير وأسودها يجاهدون منذ سنوات طويلة، وجرح ثالث في جنوب الفلبين، ورابع في بورما المنسية وأَرَكان المنكوبة، ولكن أعظم جروحنا على الإطلاق ما نكبت به فلسطين التي ما فتئ الصهاينة المعتدون يتآمرون عليها منذ أكثر من قرن حتى مُكن لهم في البلادز

والبشائر كثيرة باقتراب النصر في فلسطين خاصة إن شاء الله تعالى، وذلك لأنهم ذاقوا طعم الجهاد ونتائجه وعرفوا ألا حل إلا بالجهاد، وتبينوا طريقهم بعد ظلام طويل، واتصل جهاد القسام بالأمس بجهاد أبنائه اليوم، فاستعصى أبطال فلسطين على التركيع، فويل ثم ويل لليهود وأذنابهم، ويوم يكتمل رجوعنا إلى الإسلام إن شاء الله تعالى فذلك يوم عرسنا ونصرنا.

 {ويؤمئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .

الكاتب: الدكتور محمد موسى الشريف

المصدر: موقع التاريخ